Alayyam - الأيام

من ذكريات الخندق الغميق : (كعك ابو علي) بقلم عباس خليل ترحيني .

من ذكريات الخندق الغميق : (كعك ابو علي) بقلم عباس خليل ترحيني


 3385 | | | Admin



من ذكريات الخندق الغميق :
بقلم : عباس خليل ترحيني
إذا ذَكّرْت الخندق الغميق لا بدّ أن تَذكر ( كعك أبو علي)
وأبو على حطيط ،أشهر صانعي الكعكة العصرونية، وقد يكون الوحيد في بيروت الذي يملك فرنًا لإنتاج هذا النوع من الكعك الفريد ، قبل أن يَخبو نجمه مع غزو ( أبو عرب) وكعكته ذات الحجم الأكبر ، إلا أنّ لكعكة أبي علي نكهتها المميّزة وطعمتها الفريدة...ذلك أن أبا عرب زاد نسبة السكر في عجنته للحفاظ على طراوتها... ولكن الرجل الذوّاقة لا يرى بديلًا عن كعكة الخندق الغميق !!
المهمّ أنّ أبا علي وبعد أن دعس في العقد السابع ، توقّف عن العمل في الفرن ، واتخذ كرسيًّا على مدخله مع نارجيلةٍ من المستحيل أن تفارقه ،يستقبل زبائن المُفرّق ببشاشة ، وبعبارته التي يكرّرها دائمًا بصوته الجهوري :
يا هلا يا هلا. وهنا بيتُ القصيد
وحدث أن إستأجر شابٌ أربعينيّ شقّةً في بناية مقابلة للفرن ، وتبيّن - فيما بعد - أنّ الرجل ترك منزله السابق لأنّه يغار كثيرا على زوجته الجميلة من أهل المنطقة السابقة الذين سببوا له عِقدةً ،ولكي يلعن الشيطان ، هجر المنطقة برمّتها...
وماذا كان اسم الزوجة ؟ .. إسمها هلا !!!!
وكلّما سمع الزوج اسم زوجته ينادي به أبو علي ، جحظت عيناه ، ونبرت شرايين عنقه وأصابته هستيريا ، وسمع الجيران صراخه :
ما صرلك بالقصر إلا من مبارح العصر !! شو عرفو لهالختيار باسمك ؟؟ كنا خيفانين من الشباب، إجونا الختياريي !!
وهي تقسم له بالأَيمان المُغلّظة إنها لا تعرفه ولا تعرف أحدًا... أما هو فقد سيطر الشيطان عليه وأكلته الشكوك ولم يعد يسمع سوى نداء أبي علي : يا هلا !!
ولسوء حظّه كان زبائن أبي علي كُثرًا...يسحب نبريش الأركيلة من بين شفتيه ويتأهّل بهم : ياهلا يا هلا
والزوج تشتعل فيه النار أكثر من نار فرن أبي علي
وبلا طول سيري ... اختلفت الأقوال في مصير الرجل وزوجته : منهم من قال إنه طلّقها ، ومنهم من قال إنّه سكن في قريته وكلّما أراد أحدٌ إغاظته ، ينادي كعك كعك، ومنهم من قال إنّه دخل العصفورية أمّا أبو علي فظلّ يكرّر عبارته الشهيرة : يا هلا يا هلا
عباس خليل ترحيني
المصدر :الأستاذ عباس خليل ترحيني
جريدة الأيام الإلكترونية.مجتمع

بيروت-الطقس