دولت طليس تكتب، في يوم اللغة العربية... / جريدة الايام الإلكترونية
من المعروف أن الجوهر كلمة تقليدية تدل على نواة مستقرة، تضمن هوية الشيئ. فقد رأى الفيلسوف الوجودي هايدجر أن الجوهر شيئ يعتمد على السياق التاريخي والكشف الدوري لوجود يحصل في اللغة ومن خلالها. لذا اطلق عليها "بيت الوجود". إذاً اللغة العربية هي بيتنا الانطولوجي الذي يؤكد وجودنا وبها نؤسس لوجودنا الأصيل عندما نتداولها كجواهر، باحترام ورصانة فنتجه بذلك نحو الرقي والحضارة. إنها بيت الأمة ولم الشمل والهوية والانتماء. والوجود الانطولوجي الإنساني يفرض علينا ان نستمع إلى اللغة العربية إلى مفاهمها التحررية والثورية والإنسانية من أجل الالتفاف والتعاضد والمحبة.... من أجل تأكيد الانتماء والاتحاد كونها بيتنا الوجودي
لذا علينا تنقية اللغة العربية من الايديولوجيا التي يتناولها أكثر العقول النيّرة في خطاباتهم، في التواصل الاجتماعي مما يعزز روح العنف الرمزي والكراهية واللاخلاقية
فاللغة بريئة من هذا، من الايديولوجيا والتعصّب والعنف...
اللغة حاملة المعنى، بانية الحضارة، مؤسسة المجتمعات الأخلاقية.
نحن تثقّفنا لكي نحرر بقلمنا ونبني لاخلاقيات متعالية على التعصّب والنبذ والكراهية..
نحن تثقّفنا لكي نبني وليس لنهدم
نحن تثقّفنا لكي نفكر برصانة وعقلانية وأكثر وعي
فالعدو لا ينتظر سوى التفكك والهدم والتدمير والاستغلال والاستعمار... فالفلسفة الآن هي فلسفة الوعي فلسفة اللغة فلسفة البناء لإعادة الأمل من جديد لهذه الشعوب العربية
التفلسف الآن يجب أن ينقي اللغة من الايديولوجيات التي تريد الهدم والتفرقة والدمار أكثر...
كل عام وانتم واللغة العربية بخير متعافية ومتعالية على الايديولوجيات.
جريدة الايام الإلكترونية. بيروت
- علامات:
- ثقافة