الغرب يمارس الغش خلال تصنيفه لجامعات العالم .. هيمنة علمية وسرقة كفاءات/ جريدة الأيام الإلكترونية
وأضاف ناريشكين، في كلمته أمام المشاركين بمؤتمر "الاستعمار في الشرق وتأثيره على العالم الحديث" على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي:
"بالطبع، تعتبر الأساليب الاستعمارية الجديدة في مجالات التعليم والعلوم من التحديات الجدية. ويؤدي عدم الموضوعية، الذي يتطور أحيانا إلى الغش عند تصنيف الجامعات الرائدة في العالم وكذلك عرقلة تطوير أنظمة التعليم الوطنية والتصيّد غير المشروع للشباب الموهوبين من البلدان الآسيوية والإفريقية، إلى تحويل العديد من المجتمعات غير الغربية إلى جهات مانحة قسرياً للمواهب الفكرية والذهنية".
وشدد ناريشكين على أن الغرب، بسبب عدم احترامه للثقافات الأخرى وقناعته بتفوقه، يتخذ "خطوات خاطئة للغاية تهدف إلى الحفاظ على مكانته المميزة المزعومة"، وهذا النهج يتسبب في "أضرار ومعاناة كبيرة للبشرية جمعاء". معتبراً أنه يجب صياغة مبادئ بديلة لبنية النظام العالمي، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والسيادة والمساواة الحقيقية بين جميع المشاركين في العلاقات الدولية.
قضيةٌ جديدة تطرحها موسكو على مسرح التداول العالمي، وهذه المرة ترتبط بمسألةٍ شديدة الأهمية وهي التعليم الأكاديمي، حيث تبدأ من هناك الهيمنة العلمية على العالم.
ضمن هذا السياق، كشف محللون مختصون في الشؤؤون الدولية أن الغرب يعتمد لإنجاح استراتيجيته في الهيمنة على قطاعي التعليم والعلوم مسارين جوهريين:
الأول يقوم على بذل جهودٍ حثيثةٍ لإبقاء مؤسسات التعليم والثقافة الوطنية في الدول الأخرى في تخلّفٍ وجمود، ومهما قيل عن مساعداتٍ وتمويلاتٍ تبقى في حقيقة الأمر أقرب إلى الفولكلور.واقعٌ يعزز عجز ووهن سياسات التعليم الوطنية، ويُجبرها تالياً على الارتباط بمؤسسات الغرب ومناهجه وقيمه.
بينما المسار الثاني يقوم على توهين وتيئيس الجامعات في آسيا وأفريقيا وغيرهما، وتصنيفها باستمرار في مستوياتٍ مخفضة وفقاً لمعاييره التي يشوبها الغش أحياناً، لخلق ظروفٍ ضاغطةٍ تدفع الشباب إلى هجرة التعليم، أو توجّه المتفوقين منهم الى الجامعات الغربية.
بهذا الأسلوب يجري تحويل عددٍ من المجتمعات غير الغربية إلى جهاتٍ مصدّرةٍ قسرياً للمواهب الفكرية والذهنية.
مسؤولية الغرب المزدوجة هنا لا تُعفي وزارات التعليم والحكومات في الدول المنهوبة الطاقات العلمية، من الجريمة العلمية المرتكبة منذ أجيال، فالتعليم في كل مستوياته في أدنى اهتمام، وتكاد أكلافه لا تُلحَظ في الميزانيات العمومية وبرامج التخطيط، فيما اندثر البحث العلمي تقريباً.
في المقابل تتولى برامج المنح وسياسات الترغيب في الغرب مؤسساتٌ خاصةٌ وحكوميةٌ، وبميزانياتٍ هائلة مهمتها نصب الفخاخ للعقول والمواهب والطاقات العلمية والثقافية، لدفعها إلى مغادرة بلدانها والاستقرار في الجامعات الغربية، حيث المصيدة الكبرى.
وعن معايير التصنيف الغربي للجامعات الأكاديمية بالشكل والسياسية بالمضمون، قال المحللون أنه تبيّن في الفترة الأخيرة، للكثير من دول العالم الثالث أن الغرب يضع المعايير انطلاقاً من أهدافه، وأحلامه وقيمه، التي تسعى إلى سرقة كل العقول.
وأن هدف الغرب الأساس هو "ضرب التعليم في الدول الأخرى"، بالتالي هذا يعزز الرأي القائل أن المعايير التي يضعها الغرب هي فعلاً سياسية بإمتياز.
تحرير جريدة الأيام الإلكترونية
المصدر: روسيا اليوم + أنباء فارس + الميادين
- علامات:
- محليات