بيروت تحتضن الشهد.-اء ، وهذه هي رسائل الحزب بعد الدعسة الناقصة ل سلام/جريدة الأيام الإلكترونية
فقد نجح رئيس الحكومة، في تحويل الوقفة الرمزية في سياق احياء ذكرى استشهاد الامينين العامين لحزب الله السيدين حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين، قبالة صخرة الروشة في بيروت، الى كباش سياسي منح حزب الله منصة لاطلاق العديد من الرسائل الداخلية والخارجية، لتسجيل انتصار معنوي لم يكن في الحسبان. فرئيس الحكومة احرج نفسه بعدما فشل في منع اضاءة الصخرةبصورة الشهيدين نصرالله وصفي الدين، وهي معركة طواحين هواء لم تكن في مكانها بحسب اقرب الوزراء المقربين منه والذين عاتبوه على ما اعتبروه دعسة ناقصة. وهو توصيف يتبناه ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يتفهم كل الدوافع التبريرية التي حاول سلام سوقها خلال الاتصال الهاتفي امس الاول، حيث انتهت المكالمة بتعبير إن شالله خير
سلام وحفظ ماء الوجه
وفي محاولة لحفظ شيء من ماء الوجه وفي اصرار منه على تصعيد الموقف، غرد سلام على منصة اكس قائلا: أن ما جرى في منطقة الروشة يشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة الممنوحة من محافظ بيروت لمنظّمي التحرك، والتي نصّت بوضوح على عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً، لا من البر ولا من البحر أو من الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها. وأضاف سلام: اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم إنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء.وشدّد على أن ما حصل يشكّل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها.وختم بالقول: هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، بل يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني.ويبقى السؤال من هم المتهمون؟ وباي تهمة ستتم ملاحقة الجناة؟
هيبة حزب الله
ووفق مصادر "الثنائي" لم يكن حزب الله في وارد التراجع عن اضاءة صخرة الروشة بصورة الشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين، لاسباب عديدة اهمها، ان النكد السياسي الذي مارسه الخصوم في الداخل، عبر الحملة الاعلامية المنظمة من قبل وسائل الاعلام المعادية في الداخل والخارج، او تصريحات عدد من القيادات السياسية التي حاولت ان تخلق فتنة داخلية، تجاوزت الخطوط الحمر بعد تحولها الى سياسة رسمية للاضرار بهيبة الحزب، بعدما تبنى رئيس الحكومة نواف سلام، السردية التي تريد ان تطّيف بيروت او تجعلها حكرا على فئة دون اخرى، كما انه اراد تسجيل انتصار معنوي يبيعها الى الخارج قبل الداخل، فكان الرد الرسالة، ان الحزب لن يتهاون مع اي محاولة لكسره مهما كانت بسيطة، علما انه عندما اختار الروشة لاقامة الوقفة، لم يكن في نيته تحدي احد، وانما التاكيد ان شهادة قادته ليست لفئة دون غيرها، والعاصمة بيروت هي العنوان الاكثر تعبيرا عن هذا المعنى الوطني، لكن ثمة من اراد تحويل احتفال رمزي، كان ليمر دون اي ضجيج، الى كباش سياسي في غير مكانه، وهو دفع بالامس من هيبته الشخصية لا من هيبة الدولة لانه حاول توظيف القانون بغير وجه حق في زواريب ضيقة لا تليق بمسؤول يفترض ان يكون ممثلا لكافة الشرائح اللبنانية، لكنه اختار ان يكون راس حربة في مشروع داخلي لمحاصرة بيئة حتى في احياء احزانها، وعليه ان يتحمل مسؤولية خياراته الخاطئة.
لماذا تجاهل الضجيج؟
اما الرسالة الثانية فهي لكل الخارج الذي يظن ان حزب الله يمر في حالة من الوهن والضعف نتيجة التركيبة السياسية التي تحكم البلاد، واظهرت مجريات الاحداث والاتصالات خلال الساعات القليلة الماضية ان الضغط الاعلامي والسياسي الذي ادير عبر سفارات عربية وغربية في بيروت، لم يدفع الحزب الى التراجع حتى في مسألة اجرائية كانت لتظهره غير قادر بعد عام على استشهاد قائده على رفع صورته على معلم في بيروت. ولهذا كان الاصرار على عدم الاكتراث لكل الضجيج والاستمرار في البرنامج كما هو بعدما ابلغ الحزب الرئيس بري انه غير معني بمنع الحرج عن رئيس الحكومة.
صورة رفيق وسعد الحريري؟
وكانت لافتة قيام المنظمين باضاءة صخرة الروشة بصورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد في صورة تجمعهما مع السيد نصرالله في رسالة سياسية واضحة الى رئيس الحكومة نواف سلام ومن معه من نواب الصدفةان من يمثل اهل بيروت السنة هو زعيما تيار المستقبل، وان هذه العلاقة التي بنيت على الثقة مع الرئيس الشهيد الحريري هي الاصل في العلاقة مع البيارتة وفيها تذكير بان الرئيس سعد الحريري تمت معاقبته سياسيا وماليا لانه لم يقبل بان يلعب ادوارا يرضى بها البعض الان. اما بيروت فهويتها مقاومة، وليست اي شيء آخر، وهي لكل اللبنانيين وليست حكرا على احد طائفيا او سياسيا.
النجاح الامني
اما الرسالة الاكثر اهمية فهي امنية حيث مر الاحتفال دون اي اشكال يذكر على الرغم من الحشود الغفيرة الحاضرة والتي سبقها حملة تحريض كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وما حصل يعد اختبارا ناجحا لعلاقة حزب الله مع القوى الامنية وخصوصا قيادة الجيش التي اثبتت انها معنية بالحفاظ على السلم الاهلي، بعدما بلغ التنسيق مستوى عال قبل وخلال الوقفة الرمزية. كما ان المؤسسة العسكرية ومعها القوى الامنية اظهرت حكمة كبيرة في تعاملها مع الحدث وظهر انها في واد وبعض السلطة السياسية في واد آخر، ولم تكن في وارد منع اضاءة الصخرة تحت اي ظرف في ظل مخاطر حصول تصادم مع الناس.
صفا: شكرا لهيكل وعبدالله
وفي هذا السياق، كان لافتا حضور مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا خلال الوفقة الرمزية، وتوجه من هناك بالشكر الى كل من قائد الجيش العماد رودولف هيكل،والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله اللذين ساهما في انجاح هذه الفعالية، كما شكر الرئيس نبيه بري الحاضر في المناسبة. ولفت الى ان حزب الله باق على عهده للسيد الشهيد وللشيخ نعيم قاسم. واكد ان اضاءة صخرة الروشة ليست تحديا لاحد، وانما هي استجابة لارادة الناس. وتجدر الاشارة الى ان الرئيس بري بحث مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل في الأوضاع الامنية والميدانية، اضافة الى شؤون المؤسسة العسكرية.
تساؤلات عن السلاح؟
اما ما تتوقف عنده مصادر دبلوماسية، فيرتبط بقدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ وعودها في ملف حصر السلاح دون التوافق مع حزب الله، فاذا كانت غير قادرة على منع اضاءة صخرة في بيروت، فهل تستطيع ان تنفذ قرارا استراتيجيا بحجم ملف السلاح؟!
الاستفزاز يزيد من الحشد
وكان الحشد قد فاق توقعات المنظمين، حضر الالاف الى قبالة صخرة الروشة لاحياء ذكرى السيدين الشهيدين، وفي ظل انضباط لافت من قبل الحضور، لفتت مصادر معنية الى ان ارتفاع الاعداد كانت نتيجة الاستفزازات من قبل خصوم الحزب، فضلا عن قرار رئيس الحكومة غير المبرر. اما لماذا بيروت؟ فان اختيار المكان لم يكن استفزازا لاحد، بل لاظهار هوية بيروت المقاومة للاحتلال، بعد محاولة الكثيرين تشويه تاريخها وحاضرها.وقد رفع العلم اللبناني واعلام حزب الله، وشاركت قوارب صيد حملت صور الشهيدين في احياء المناسبة. كما تمت اضاء صورة للعلم اللبناني، وصورة اخرى تجمع السيد نصرالله مع الرئيسين رفيق وسعد الحريري، وكذلك صورة تجمع السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري
جريدة الديار
- علامات:
- محليات