د. عبد المجيد زراقط :سؤالان للحياديين والسياديين
بقلم : الدكتور عبد المجيد زراقط
أنا ، الاَن، في قريتي مركبا . أجلس في" قَعْدةٍ" جميلة اعددتها بعد التحرير ، في حديقة منزلي الواسعة. يزورني أصدقاء وطلَّاب ، ونحافظ على أصول التعامل مع " الكورونا" ، وتدور ، في جلساتنا أحاديث متنوِّعة، فنقول : - لولا المقاومة ماكنَّا لننعم بما نحن فيه، من وفير أمان ، وبديع طبيعة، وجميل طقس ، وطريِّ نسيم ، وفوح ورود بالعبير ، وخير شجيرات خضار تعطي لنا وللأقارب والأصدقاءوالجيران ، و ثمارأشجار يأكل منها الصغير والكبير...
يزعجنا، في نعيمنا هذا ، ليس الفساد والاستبداد واكورونا فحسب ، وانما مايجول في سمائنا الزرقاء المرقطة بغييمات رمادية، من طائرات حربية ، وطائرات تجسُّس ، يرسلها العدوُّ ، ولا تكفُّ عن الهدير صبح مساء ، واذ ندخل الى المنزل وقلَّما نفعل نجدها تشوِّش على ارسال التلفزة فتتقطع الصور ، فتبدو أحياناً كأنها لوحات تجريدية ، ويتقطع الصوت ، فيبدو كأنه صوت هارب يلاحقه كلب شرس ولا يستطيع الامساك به ، فنسأل الحياديين:
- هل أنتم على الحياد بيننا وبين هذه الطائرات المعربدة في سمائنا، وتحول بيننا وبين هنائنا؟ وهل تريدون أن يكون لبنان على الحياد بين الجنوب والعدو الذي لايكفُّ عن عدوانه منذ أنشئ كيانه؟
ونسأل السياديين من الحياديين: ألا تمثِّل عربدة هذه الطائرات خرقاً لسيادة وطننا الحبيب أو أنكم لاتعدون سماءنا من سماء وطنكم المحايد ؟ مع العلم أنكم لاتقفون هنا على الحياد ، اذ انكم لاتكفُّون عن النيل من المقاومة. ونتذكر ،في هذه الجلسات، قول أحد الحياديين القدماء:
- الصلاة وراء عليٍّ أقوم ، والغداء عند معاوية أدسم ، والوقوف على التلِّ أسلم.
ويعلِّق أحد الظرفاء : لكن عدوَّنا ، اليوم ، ليس كمعاوية ، فطعامه غير دسم ، و هو في عدوانه لايميِّز بين مقاوم وواقف على التل...
الدكتور عبد المجيد زراقط - أستاذ الدراسات العليا في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية
جريدة الأيام الإلكترونية. صفحة المحليات