لماذا الأيام ؟
في زمن الثورة التكنولوجية الهائلة تتربع وسائل التواصل الاجتماعي على عرش الإعلام، وتزيح بقوتها التي لا تقاوَم الوسائل الإعلامية التقليدية، وعلى رأسها الجريدة. وتتابع زحفها غازية الإعلام المسموع، لتصل إلى تخوم الإعلام المرئي، فغدت الأخيرة وسائل من الماضي، أو ستغدو، اللهم إلا إذا حجزت لها مكانا في موقع الكتروني هنا، أو موقع هناك.
من هنا صار لزاما ربما، على المشتغلين بالصحافة والإعلام، مواكبة تلك الثورة التكنولوجية، وذلك البركان المتوهج، والذي لن يخبو، بل سيزداد ويقذف بحممه على ما تبقى من اعلام تقليدي، لن يصمد منه إلا من واكب تلك الثورة العملاقة.
وإيمانا منا بمواكبة التطور الهائل هذا، كان لا بد من حجز مكان لنا بين تلك الأمكنة، التي تنمو يوميا، وتنتشر مسرعة معانقة الرياح المخترقة كل الحواجز أنى كانت. ولهذا كان هذا المولود الإعلامي الإلكتروني، الذي أسميناه الأيام. ولم تكن تسميتنا هذه محكومة بما تيسر لنا أو هُييء، من أسماء وعناوين متوفرة، وإنما تعمدنا أن يكون الاسم على علاقة بالزمن، من سنة او شهر أو أيام، لأننا نعتقد أن إسماً كالأيام يوغل في الفلسفة والتاريخ والأحداث اليومية، حيث أن العرب كانوا يطلقون على أحداثهم وأخبارهم وحروبهم مصطلح الايام، وما زال المصطلح مرادفا لهذه المعاني حتى اليوم، وسيبقى كذلك، فإن أردت السؤال عن أخبار أحدهم، بادرتَه بالقول: كيف أيامك. فالأيام إذن اسم يشي إلى الأحداث والوقائع والآداب والاجتماع... وهي مواد موقعنا الرئيسية، عنينا بها السياسة والثقافة والمجتمع.
ولكن لسائل أن يسأل: ماذا سيقدم موقع الكتروني يتعاطى السياسة والثقافة وأخبار المجتمع؟ وبين ظهرانينا المئات من نظائره، بل أكثر بكثير؟! إننا بكلمات بسيطة نقول وبكل جزم جوابا على ذلك، بأن جريدتنا تتسم بأمور ثلاثة تجعلها ربما متميزة عن غيرها، وهي:
1- السرعة في نقل الخبر، سواء كان محلياً أو غير محلي، وثقافيا كان أو اجتماعيا أو غير ذلك.
2- المصداقيه والموضوعية اللتان تعنيان الحياد دونما التعصب لفريق سياسي أو غير سياسي. على أن ذلك لا يعني البتّة خذلان الحق، ونصرة الباطل الذي في يقنننا يتمثل منذ سبعة عقود في محتلي أرضنا العربية، التي تحتضن مسجدنا الأقصى وكنيسة القيامة، فهؤلاء ومن دار في فلكهم ومحورهم هم رأس الباطل. وما عدا ذلك فكل الأفرقاء السياسيين وأهل الثقافة والاجتماع، كلهم سيجدون مكانا متسعا لأخبارهم في جريدتنا.
3- المحافظة على قواعد لغتنا العربية، والالتزام التام بكل مفردات الفصحى حيث نجد إساءات واعتداءات وأضراراً تتعرض لها لغة الضاد من الكثير من مواقع التواصل، قد تكون بسبب التقصير حينا وأحيانا بسبب القصور.
في الختام إن جريدة الأيام الإلكترونية تعد متابعيها أنها ستغطي أخبارهم الاجتماعية، ولا سيما في لبناننا الحبيبـب، وهي في هذا المضمار لن تميز بين منطقة وأخرى، على أنها لن تفسح أي مجال لنشر اي من الأخبار، التي تثير الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

يوسف هزيمة، رئيس التحرير