كتبتْ زهراء حسن حجازي* في يوم تقاعد أبيها الآتي :
وأنت وحدك الحياة...وبك...ولك...وباقي الحسابات سراب...وأنت وحدك الخير..وبك..ولك..وباقي العلاقات تذهب وتأتي...
٦٤ عاما..من الحب والعطاء ..و العلم والمعرفة والثقافة ..والخبرة والتربية والتوعية ... والحب ..والحب...والحب..
وحبك لا ينتهي ...و علمك لا ينضب ...ونصحك لا يمل ...و فكرك لا يكل ...
علوم سياسية وادارية ...فلسفة وعلم نفس ..صيدلية ..طب ...مسرح ..كتابة..تأليف ...تربية دينية ..تربية صحية ..نشاطات لاصفية..رسم ..عطاء ..عطاء..عطاء..
لا يمل اللسان من وصفك...ولا يكل القلم...ولا ينضب الحبر...لكني لا اجيد الوصف ..اخاف ان اكتب فأنقص شيئا من معناك ...وأخاف ان اصف فلا اوفيك ...و اخشى كلماتي ان تتعثر فلا تكون بحجم المقام ...
كل ما استطيع ان اقول انك لست مدرسة وجامعة فحسب ولست موسوعة فحسب و لست قاموسي وقاموس طلابك واجيالك فحسب بل انت كون ...لا بل حياة ...فالكون دون حياة لا شيء ..انت حياة ..فيها من كل شيء ...
لا و عذرا انت جنة ...فالحياة ليس فيها كل شيء...
يا جنتي ونعيمي ...ويا روحي و نبض قلبي ...كل عام وانت الحب ...كل عام وانت الحياة ...كل عام وانت العطاء..كل عام وانت القدوة ...كل عام وانت المثال ...كل عام وانت معلم الاجيال ... أاستطيع ان اقول : "تقاعد مبارك" ...وكل ايامك مباركة ..
حزين انت اليوم لانك لا تحب ان تتقاعد عن الدوام و العمل ومن كان مثلك لا يبخل ولا يكل ولا يمل ...لا يتقاعد ...كلنا دائما بحاجة عقلك و فكرك و عطاءك لكن خذ فسحة قليلة من الراحة ...من حقك ايها الفارس ...
يا فارس حلمي وعقلي وقلبي الدائم ..يا نعيمي الابدي إرتح قليلا من الدوام واكمل في كل مسيراتك. نحن دائما بانتظارك وبك ولك مستمرون ...
كل عام وانت الخير و النبض و الحياة ...
أبي. ٢٣آذار. ٦٤عاما. تقاعد عن الدوام.
*الدكتورة زهراء حسن حجازي. طبيبة أطفال.
جريدة الأيام الإلكترونية. الصفحة الثقافية